حظيت نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية والتى فاز فيها الدكتور محمد مرسى بأهتمام الصحف الامريكية وتأثير هذه النتيجة على المشهد السياسى فى مصر . أعدت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا تشير فيه الى أن اعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان كرئيسا في أول انتخابات رئاسية تنافسية في مصر يعطى الحركة الاسلامية انتصارا رمزيا وسلاحا فعالا جديدا في صراعها على السلطة مع المجلس العسكري.
وذكرت أنه بعد أن قام الجنرالات بحل البرلمان المنتخب والذي تقوده جماعة الإخوان عشية الانتخابات الرئاسية، ألغى الجنرالات الحاكمين --الذين سيطروا على الحكم بعد طرد السيد مبارك -- تعهدهم بتسليم السلطة بحلول 30 يونيو حيثث قاموا بانتزاع صلاحيات كبيرة من الرئيس مما أثار اتهامات لهم بعمل انقلاب عسكري جديد. لكن تعيين مرسى كرئيس منتخب سيعطى للإخوان وحلفائهم منبرا ليستخدموه فى صراعهم على السلطة ضد الجيش .
وفى اشارة لشخصية الدكتور محمد مرسى، اعتبرت الصحيفة أنه ظهر دائما فى حملته الانتخابية ليس باعتباره فرد له رؤيته الخاصة به وإنما باعتباره منفذا لبرنامج جماعة الإخوان المسلمين . هو كان الخيار الثانى للجماعة، وتعهد بتنفيذ برنامج خيرت الشاطر . وحتى الان لم يبدد أيا منهما بشكل فعال المخاوف من أن الشاطر سيكون هو من يمارس السلطة الحقيقية في حكومة مرسي .
وأعتبر موقع صوت أمريكا أن هذا الانتصار لجماعة الاخوان المسلمين، يفتح بابا جديدا في الدراما المركزية للسياسة في مصر على مدى السنوات ال 60 الماضية والتى تتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين مقابل الجيش . ويشير إلى أن المجلس العسكري اتخذ لنفسه صلاحيات تنفيذية رئيسية، فضلا عن سيطرة تشريعية بعد حل البرلمان الذى يقوده الاخوان . مما دفع مرسي لتشكيل جبهة وحدة وطنية مع علمانيين وليبراليين وخصومه السابقين الآخرين كتحديا لإحتمالية استمرار الهيمنة العسكرية .
فيما قالت صحيفة واشنطن بوست أنه بعد اعلان فوز مرشح الاخوان بمنصب الرئيس فى اول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، أصبح مرسى هو أول رئيس اسلامي منتخب فى العالم العربى بعد أكثر من عام من الثورات الشعبية التي أطاحت بانظمة مستبدة ، وغذت صعود الاسلام السياسي في المنطقة .
وأشارت الصحيفة انه على الرغم من أن الجنرالات الحاكمين في مصر أضعفوا سلطات الرئاسة بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع في نهاية الأسبوع الماضي ، الا أن انتصار مرسي يمثل منعطفا ملحوظا بارزا فى تاريخ مصر وفى تاريخ جماعة الاخوان المسلمين حيث هذه الجماعة الاسلامية قد تم حظرها وقمعها بشكل منهجي على مدى عقود ، بما في ذلك في ظل ثلاثة عقود لنظام المخلوع حسني مبارك. كما أن هذه هي المرة الأولى التى سيترأس مصر الحديثة رئيس اسلامي ومدنى فى انتخابات حرة ديمقراطية، حيث جاء الرؤساء الأربعة على مدى العقود الستة الماضية من صفوف الجيش.
وأعتبرت الواشنطن بوست أنه بعد قرار حل البرلمان الذي تهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين من قبل الجيش بعد حكم قضائي، فإن مرسى سيظل على المدى القصير الثقل الموازن الوحيد للجنرالات.ورغم أن دور الرئيس يمكن أن يحدث فيه مزيد من التعديلات بمجرد كتابة دستور جديد في الأشهر المقبلة ، فمن المتوقع أن يكون لديه على الأقل بعض السلطات الهامة في المدى القصير، ومن المرجح ان يعين حكومة جديدة من شأنها أن تطرد رجال نظام مبارك الذين سيطروا على الوظائف القوية خلال الأشهر ال 17 الماضية من الحكم العسكري .
ونشرت صحيفة جلوبال بوست تقريرا تقول فيه أن فوز مرسي يمثل لحظة محورية حاسمة بالنسبة لأمة تمر بمرحلة انتقالية بعد ان اطاحت بحسني مبارك بواسطة الاحتجاج الشعبي في العام الماضي .ورغم أن التعديلات الجديدة على الدستور المؤقت للبلاد تحد بشدة من صلاحيات وقوة مرسي , لكن انتخاب مرسي يعطي جماعة الإخوان، التى كانت طويلا جماعة محظورة، فرصة غير مسبوقة لاستعراض العضلات السياسية وبناء دعم شعبي – وهو الامر الذى يعتبر تحديا في بلد تشعر بالاستياء على نحو متزايد مع التطورات السياسية، وبالاحباط بسبب ركود الاقتصاد، وتخشى من اضطرابات اجتماعية جديدة ، وتفقد الصبر مع بطء وتيرة الإصلاح .
ورددت نفس الرأى وكالة انباء اسوشيتد برس فى تقريرها حيث قالت انه مع أعلان محمد مرسي الاسلامي فائزا، تم إغلاق المرحلة المضطربة من التحول الديمقراطي وفتح صراع جديد مع الحكام العسكريين الذين لا يزالون يهيمنون على مقاليد السلطة فى البلاد والذين جردوا مؤخرا منصب الرئاسة من معظم صلاحياته. وعلى هامش هذه الدراما السياسية يوجد المجموعات الشبابية الليبرالية والعلمانية التي قادت الانتفاضة ضد الرئيس مبارك ، تتساؤل عما إذا كانت مصر قد خطت خطوة باتجاه أن تصبح دولة اسلامية أم نحو تحقيق معنى حقيقى للديمقراطية .
ورصدت الأسوشيتد برس الاجواء المصرية بعد اعلان النتيجة حيث بمجرد اعلان فوز مرسي أندلعت الهتافات من أنصار جماعة الاخوان المسلمين في ميدان التحرير ، مهد الانتفاضة التي أطاحت الرئيس المصري حسني مبارك الاستبدادي . كما بكى انصار مرسى من الفرحة وسجدوا على الأرض ورقصوا و اطلقوا الالعاب النارية في الهواء مع صور السيد مرسي في احتفالات لم تشهدها ساحة الميدان منذ أن اجبر حسني مبارك على التنحى يوم 11 فبراير، 2011.
وقال متظاهرون في التحرير انهم لن يغادروا الميدان ، الذين كانوا قد اعتصموا فيه لمدة أسبوع تقريبا ، حتى يستطيع السيد مرسي استعادة صلاحياته الشرعية . وتعليقا على ذلك قال خالد عبد الحميد ، وهو سياسي يساري بارز ، أن السيد مرسي يجب أن يكافح للحصول على صلاحياته مرة أخرى أو أنه سوف يفقد أي دعم شعبي قد حصل عليه
0 التعليقات:
إرسال تعليق